الخميس، 12 فبراير 2009

لعبة حاكها الكبار




(1)
هي حادثة عمرها عشرون عاماً
أو أكثر
..جرت أحداثها بين حيطان
أحد بيوت المدينة
حملُُ ثقيل حملته نفسي
طوال هذه الأعوام
ولم أشكو ثقله لأحد
.. أو أحدثه به
واكتفت ذاكرتي باسترجاعه
أغلب الليالي
واستجراره بألم
.. بعدما كبر
تفهمت لِمَ هذا الحدث لم تمحوه ذاكرتي
من بين كل تلك الذكريات
ولِمَ أحمل الخوف والخشية
في كل مرة أتذكره ...
أخاف
لأني لا أعرف حتى ألان
كم من طفلة كانت مكاني
اغتصبت طفولتها
بمثل هذا المنظر
.. واستجرته مثلي طوال أعوام
سلسلة مخاوف
تقتل براءة في نفسها
وتوأد الطفولة فيها ..
.. كبرت الطفلة فجأة
لمجرد كونها شهدت ذاك الحدث
لأن على الطفلة
ذات (السنوات الثلاث)
أن تعي ما حدث
وماهية الشيء
الذي يفرق بينها وبينه
(فسيولوجياً)!!
كنت رغم طفولتي
أعي أنها منطقة محظور الاقتراب منها
وبل يتوجب سترها
.. للمرة الأولى التي
أرى فيها هذا الشيء
أستغربه
.. وأستغرب تصرفه
..عشت التناقض لزمن طويل
.. أتذكر زوجته في المطبخ
تطهو طعام الغداء
.. كنا جميعا هناك
.. هي تراه
.. وترى ما يفعل بأم عينها
وأمام مرأى من أولاده
.. يوأد براءة طفلة
بصمت
وتستمر القصة
وتتكرر ربما أيام ...
بسذاجة طفلة
سئمت تواجدها بين الكبار
.. كنت ابحث عن لعبة
ألعب بها
.. وكان (الشيء) لعبته لي!!
(2)
أتساءل
..كم طفلة كانت مكاني
تبحث عن لعبة تلعبها
لتجد نفسها وسط لعبة
قد حاكها الكبار؟!
وكم من زوجة
روجت للعبة مبتذلة
مثل لعبته الدنيئة؟!
أتساءل
..هل سأكتب لكم مجدداً؟!
.. وهل لازال في الزمن
صوراً أشد مرارة؟!

الأخــ الغروووب ـــيـر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق