الثلاثاء، 24 فبراير 2009

حفلة


دخلت من الباب
.. استرقت النظر في المكان
بنظرات يملؤها الترقب
الوجد .. والاشتياق
فوجدتك كعادتك
إن لم تدلني عليك
رائحة عطرك
دلتني عليك
الهالة الضبابية
التي شكلتها سيجارتك
من حولك
وكأنك بها تريد
عزل نفسك عن كل من حولك
لتبقى
وحيداً مع نفسك
تعزف الحزن
وتراقصني على شدو لحنه.

سرت نحوك بخطوات بطيئة
خفيفة
حتى لا تسمع
صوت خطواتي
المفضوحة من كعبي العالي!!

انحنيت نحوك
همست في أذنك
افتقدتك
فاستدرت لي
.. طبعت على وجنتي قبلة
وابتسمت
قلت لي معاتباً
مستفهماً
وكأنك تنتظر مني تفسر
"لقد تأخرت كثيراً؟؟!!!"

هممت بالجلوس على المقعد
المقابل لك
قلت لكـ
آسفة
فقد بحثت عن مفاتيحي
مطولاً ولم أجدها
ضحكت
وقلت لي
لا زلت كعادتك !!

ابتسمت لي
والتفت أنا يساري
فوجدت النادل لازال واقفاً
فأومأت برأسي له
استدرت لك وقلت
سيدي ..
لست بحاجة لنادل يسقيني
في حضرة وجودك
فشفاهك
كانت دوماً
تسقي ثورة عطشي
وهي خير سقاء
بالنسبة لي
فهلا صرفته من فضلك؟؟!!

حينها قمت بصرفه
مددت يدي لتناول الزجاجة
المضيئة بانعكاس ضوء
لهب الشموع
فأمسكت بها بلطف
تراضيني
قلت لي
دعيني أسكب لك
.. بقيت يدك على يدي
ورحت تسكب لي باليد الأخرى
ثم سكبت لك
قدمت لي كأسي

عندها سحبت يدي من تحت كفك
وتناولت الكأس
شرِبت وشرَبت
ارتشفت قصاصاتك
قمت بعضها بأضراسي
وكأني أعض زمناً
لم يجمعني بك
قبل ذلك
أخرجتها من بين شفتي
رحت أرتبها
في الطبق الموجود أمامي
وكأني أحل لغزاً

توجهت بكلامي لك
قلت
لمحت تمتماتك
وكأنك تتلو التعاويذ
فماذا كتبت هنا؟!
.. أخيراً قمت بحل اللغز
.. كانت كل قصاصة تحمل كلمة
"عشقتك
أنت
يا
جنوني"!!
.. نظرت في عينيك
وسألتك أن تسقيني
كأساً آخر
ورحت أشرب حتى ثملت
سألتك
وماذا كان في كأسك؟!
رتبت القصاصات
في طبقك
واريتنيها
كان مكتوب فيها
" أنا
مجنون
مجنون
بك"!!

بدأت حينها أهذي
بكـ
.. فقد كنت
أنت
الشراب ونكهته

مددت يدك لي
تسألني مشاركتك الرقص
استجبت لك
ورحت أرقص على لحن
قام قلبك بعزفه
أسندت رأسي
على كتفك الأيمن
وكنت أسمع صدى أنفاسك
وأشعر بها
تطاير خصلات من شعري

استدرت
فانساب شعري على ذراعك
همست في أذنك
لا تتركني مجدداً
فقمت بضمي إلى صدرك
أكثر
حتى تهت في أحضانك
واستمرت رقصتنا لوقت
لم يعترف بنهايته الزمن

.
.
الأخـ الغروووب ـير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق